يقول: [هذا هو الحق] أي: أنها غير مهمة: [فإن الواجب علينا الإيمان بالملائكة والنبيين وليس علينا أن نعتقد أي الفرقين أفضل] فالواجب المتعين المتحتم علينا هو الإيمان بالملائكة والنبيين لا الإيمان بأيهما أفضل. يقول: [فإن كان هذا من الواجب لبين لنا نصاً] وهذه من القواعد التي توضع في الاعتبار، فما هو من ضروريات الدين ومما ينبني عليه صلاح في العقيدة أو فساد فيها لابد أن يبين وليس لأحد أن يقول: من أصول الدين كذا، ومما يجب اعتقاده كذا، وهو لم يرد عن السلف، بل هذا يكون من البدع قطعاً؛ لأن الله قد أكمل لنا الدين، يقول: [وقد قال الله تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ))[المائدة:3] ] فالمقصود: لو كان ذلك لبين لنا، وما لم يبين لنا نرده إلى أولي العلم الذين هم أعلم بالكتاب والسنة، فإن اتفقوا على حكمه فالحمد لله، وقد اتفق السلف على مسائل مما حدث، وإن اختلفوا فهذا من فضل الله علينا؛ لأن الاختلاف يجعلنا في سعة ويرفع عنا الحرج؛ إذ لو أجمع أهل السنة على أمر لما وسعنا إلا أن نتبعهم، كما لو أجمع السلف الصالح على أمر مما استجد وحدث لما جاز للقرون التي بعدهم إلا أن تتبعهم [وقد قال الله: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ))[المائدة:3] وقال تعالى أيضاً: ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا))[مريم:64] ].